اسباب الخلافات الزوجية و علاجها في الاسلام


لا تخلو أي علاقة زوجية من الخلافات التي قد تكون ذات فائدة أحياننا في كسر الروتين, و لكنها تصبح مزعجة إذا ما ازادت حدتها أو مرات تكرارها, و الجدير بالذكر أن أسباب الخلافات الزوجية تكاد تكون موحدة في كل مكان و في مختلف الثقافات, و هي قديمة بقدم العلاقات الإنسانية.
اسباب الخلافات الزوجية:
-المال:ظروف الحياة الصعبة و المتطلبات الكثيرة التي يسعى الزوجان لتأمينها من أجل الحفاظ على حياتهما المشتركة، قد تكون أحد أسباب الشجار، و هي من الخلفات التي لا يمكن حلها بدون تفهم الطرفين للواقع الذي يعيشانه، و إيمان كل منهما بجهد الأخر في تأمين أفضل حياة ممكنة لكليهما ، من حيث ضبط النفقات و التأقلم مع الموارد، أو تحصيل المال.-الغيرة:تعد الغيرة لدى أحد الطرفين أو كلايهما أكبر محركات الخلافات الزوجية، و هي طبيعة بشرية، وطبع لا يمكن تغيره بسهولة، و لكن يمكن التخلص منه من خلال مراعاة مشاعر الطرف الأخر و الابتعاد عن مسبباتها، من أجل الابتعاد عن المشاكل قدر الإمكان، و على الطرف الذي يعاني من غيرة الطرف الأخر تقدير أن ردة الفعل التي تظهر على شكل خلاف بينهما هي تعبير عن مشاعر سلبية و مؤلمة داخله.-الاختلافات الكثيرة و عدم التوافق:أن الاختلافات الكبيرة بين الأزواج من حيث الهوايات، الطعام المفضل، و العادات اليومية، تتسبب في إيقاع الخلافات بشكل دائم بين الأزواج، و هنا يجب على كل منهما احترام اختلاف الطرف الأخر، و عدم السخرية من اهتماماته فهي تعني له الكثير، و ايجاد صيغة توافقية للتعامل مع هذا الخلاف أمر ممكن بالتفاهم و تقديم التنازلات من قبل الطرفين.-اختلاف الأولويات:الحياة المشتركة تعني أهداف مشتركة في كل ما هو مشترك، و اختلاف الأوليات لدى الأزواج، و التي قد تتعارض مع بعضها البعض قد تكون سبب في كثير من الخلافات، فمثلا طموح أحدهما في شراء منزل، و تطلع الأخر إلى شراء سيارة فخمة يعدان هدفان متعارضان إذ يسعى كل من الطرفين لاستغلال المال الذي يوفرانه من أجل تحقيق طموحه، و هنا يجب على الأزواج حل هذا النوع من الخلافات بالدراسة الجدية من أجل وضع أهداف مشتركة، و سلم أولويات مشترك لتجب هذه الخلافات.-الإجهاد و الضغط النفس:قد يكون الأجهاد و الضغط النفسي الذي يتعرض له أحد الطرفين أو كلاهما بسبب العمل أو أعمال المنزل أو حتى رعاية أفراد الأسرة هو سبب الكثير من الخلافات بين الأزواج، فتلك النفسية المثقلة بالهموم تكون قابلة للدخول في الصراع لأتفه الأسباب، و الحل هنا محاولة الفصل بين العمل و المنزل إذا كانت الضغوظ خارجية، و كذلك تقدير كل من الطرفين لجهد الأخر و امتصاص غضبه، من أجل إنهاء الخلاف قبل أن يبدأ.-قضاء وقت طويل خارج المنزل:إن قضاء وقت طويل خارج المنزل هو استهتار بقيمة الحياة المشتركة، و من المتوقع للطرف الأخر أن يرفضه مما يوقع الخلاف، لا تعني الحياة الزوجية القضاء على الخصوصية الفردية، و لكنها تعطي قيمة و وقت للمشاركة مع الطرف الأخر، و الحل هنا أن يحقق كلا الطرفين التوازن ما بين حياته الشخصية المنفردة و حياته المشتركة مع الطرف الأخر و بصورة تكون مرضية لكليهما.
التعامل مع المشكلات الزوجية:إذا ترك الزوجان المشكلات التي تواجههما دون اتفاق على منهج محدد للتغلب عليها، فقد تعصف أمواج هذه المشكلات بحياتهما، ويمكن للزوجين أن يتخذا بعضا من الأسس والمبادئ كدستور حتى يسهل عليهما التعامل مع الخلافات الزوجية، ومنها:
  -
اللجوء إلى جوهر الإسلام فيما يتعلق بالمشكلة والأخذ بما جاء في القرآن والسنة، ثم عرض المشاكل على هذا المنهج والخضوع لرأي الدين فيها
   -
السرية، فليس لأحدهما أن يخبر أحدا آخر بما دار بينهما من خلاف
  -
خير الزوجين من يبدأ بالسلام، ويقبل على الطرف الآخر ولا يهجره، ويصالحه ويصفح عنه.
    -
التناصح والتواصي بالحق، والموعظة الحسنة من قبل الزوجين.
    -
الاقتناع والتفاهم والتحاور الهادئ والاعتراف بالأخطاء هو السبيل لحل الخلافات.
-
الاختلاف لا يعني -أبدا- التشاجر أو التخاصم.
  -
التحلي بالصبر والأناة، وترك الغضب والثورة.
  -
على الزوجة أن تتسم باللين والطاعة.
  -
الاعتذار؛ فعلى من يشعر بالخطأ أن يبادر بالاعتذار للطرف الآخر.-لا يجوز الاختلاف على أمر ديني ثابت.-لا يجوز الاختلاف على حق يجب لأحدهما على الآخر، كأن يترك الزوج الإنفاق على زوجته، أو تأبى الزوجة طاعة زوجها.-تفادي الحرام في الخلافات، فلا يجوز السب أو الحلف بالطلاق، أو ما شابه ذلك.-تذكر إيجابيات الطرف الآخر، والمواقف الطيبة بين الزوجين خلال فترة الخلاف، وعند مناقشتها.-الانتباه، لأن الرابح الوحيد من الخلافات الزوجية هو عدو الله وعدوهما: الشيطان.-لا هجر إلا في البيت، فلا يجوز للزوج ترك البيت والذهاب إلى أحد الأصدقاء أو غيره، إلا أن يظن أن الخير في ذلك فيجوز، فإن تيقن منه، وجب عليه الخروج.-لا تترك الزوجة بيت زوجها، وتذهب إلى بيت أهلها مهما كانت المشكلة.-إبعاد الأبناء عن المشكلات، فلا يختلف الزوجان أمامهم.-السرعة في الحل، فلا يجوز ترك المشكلة وقتا طويلا قبل المبادرة لحلها.-تقليل المدى الزمني للخلافات، فعلى الزوجين أن يتفقا على مدة زمنية، ينتهي الخلاف عندها مهما كان.-لا يجوز للزوج أن يضرب زوجته ضربا مبرحا، أو أن يسيء إليها في بدنها، كما لا يجوز أن يضرب الوجه أو يقبح.-إذا لم يتفق الزوجان، فعليهما أن يخبرا طرفا ثالثا، يعرف بالصلاح والأمانة، ليسعى بالإصلاح بينهما، ويستحب أن يكون من الأقارب.-إذا تفاقمت الخلافات بين الزوجين فعليهما أن يبعثا برجل من قبل كل منهما؛ للتشاور والسعي لحل المشكلة.
 

تعليقات

الأرشيف

نموذج الاتصال

إرسال